الصوم الكبير وأقسامه

الصوم الكبير وأقسامه

الأسبوع الأول من الصوم : -

· وهو المعروف بأسبوع هرقل الذي وضع في القرن السابع الميلادي أما سبب وضعه فهو كما يلي : - ( وثار اليهود في أثناء ذلك بمدينة صور وأرسلوا الباقين منهم وتواعدوا الإيقاع بالمسيحيين وقتلهم فكانت بينهم حرب اجتمع فيها من اليهود حوالي عشرين ألفا وهدموا كنائس النصارى خارج صور فتقوي النصارى عليهم وكاثروهم فانهزم اليهود شر هزيمة وقتل منهم خلق كثير وكان هرقل الملك قد خرج من قسطنطينية ليمهد الشام ومصر ويجدد ما خربه الفرس بعد تلك الحرب الهائلة فخرج إليه اليهود من طبرية وغيرها وقدموا له الهدايا الجليلة وطلبوا منه أن يؤمنهم ويحلف لهم على ذلك فأمنهم وحلف لهم ثم دخل بيت المقدس وقد تلقاه المسيحيون بالصلبان والبخور والشموع المشتعلة فوجد المدينة وكنائسها وقيامتها خرابا فساءه ذلك وتوجع له فأعلمه المسيحيون بما كان من ثورة اليهود مع الفرس وإيقاعهم بالمسيحيين وتخريبهم الكنائس وأنهم كانوا اشد نكاية عليهم من الفرس وقاموا قياما كبيرا في قتلهم عن أخرهم وحثوا هرقل على الوقيعة بهم وحسنوا له ذلك فاحتج بما كان من تأمينه لهم وحلفه فأفتاه القسوس بأن لا حرج علية في ذلك فإنهم عملوا علية حيلة حتى آمنهم من غير أن يعلم بما كان منهم وأنهم يقومون عنه بكفارة يمينه بان يلتزموا ويلزموا المسيحيين كافة بصوم جمعة في كل سنة عنه على ممر الأزمان والدهور فمال إلى قولهم وأوقع باليهود وقيعة شنعاء جدا حتى أبادهم جميعا ولم يبق من ممالك الروم بمصر والشام منهم إلا من فر واختفى فكتب البطاركة والأساقفة إلى الأفاق بالتزام المسيحيين بصوم أسبوع في السنة فالتزموا بصومه إلى يومنا الذي نحن فيه وعرف بأسبوع هرقل ) ( كافي مجلد الباب السادس الفصل الأول ) وقد صادق على ما ذكره الكافي صاحب كتاب الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة وكتاب الحاوي لبن المكين بالإضافة لقطمارس الصوم الكبير المطبوع فى عهد قداسة البابا يوساب الثاني 1953 م ص 26 . · في زمن هرقل حاول الشرق اليوناني التوفيق بين الممارسة العادية للصوم أي أربعين يوما وبين التشدد الرهباني الذي حدده رهبان فلسطين للصوم الكبير بثمانية أسابيع وذلك بإنشاء ما عرف في الطقس البيزنطي ( ما قبل الصوم " أو تمهيد الصوم وهو أسبوع مسموح فيه في التقليد البيزنطى بأكل الجبن حيث خففت صرامة الصوم في هذا الأسبوع الأول عن باقي الأسابيع التالية له وقد يكون هذا مرجع لما يقال أن الأسبوع الأول هو أسبوع استعداد للصوم الكبير .

· أما ما يقال من أن هذا الأسبوع تعويض عن أيام السبوت التي لا تصام انقطاعا في الصوم الكبير فهو كلام غير مقبول لأنه بنفس الطريقة لابد لنا أن نصوم أسبوع آخر بدلا من أيام الآحاد كما أن هذا لا يحدث في باقي أصوام الكنيسة كصوم الميلاد وصوم الرسل .

الصوم الأربعيني المقدس : -

· أما الصوم الأربعيني فقد بني على صوم الرب يسوع المسيح أربعين يوما وأربعين ليلة (مت 2:4 ، لو 2:4 ) وقد رمز لصوم السيد هذا في العهد القديم ثلاث مرات أما المرة الأولى فهي التي صام فيها موسى أربعين يوما وأربعين ليلة وهى المذكورة بسفر الخروج حيث يقول الكتاب وكان هناك عند الرب أربعين نهارا وأربعين ليلة لم يأكل خبرا ولم يشرب ماء ....... (خر 28:34) المرة الثانية هي التي قرر فيها موسى صومه نفس هذه المدة وهى التي ذكرها بنفسه لبنى إسرائيل في قوله ( ثم سقطت إمام الرب كالأول أربعين نهارا وأربعين ليلة لا آكل خبزا ولا اشرب ماء... تث 18:9 ، 10:10) أما المرة الثالثة فهي المذكورة عند إيليا النبي إذ يقول الكتاب ( ثم أعاد ملاك الرب ثانية فمسه وقال قم وكل لان المسافة كثيرة عليك فقام و أكل وشرب وصار بقوة تلك الأكلة أربعين يوما وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب ( امل 19 : 7و8 ) وهكذا يمكننا أن نقول أن تاريخ هذا الصوم قديم وهو يرجع لا إلى بداية العهد الجديد فقط بل إلى أيام موسى النبي وإيليا. · على أن تعينه في الكنيسة لم يكن بناء على وقعه من موسى وإيليا ولكن بناء على صوم الرب يسوع المسيح نفسه كما يتضح مما جاء بالقانون الكنسي الخاص بهذا الصوم وهو قوله (فليكن جليلا عندكم صوم الأربعين تذكار للفضائل والحسنات التي للرب (دسق18) وهذا الصوم يرجع تاريخه إلى العصر الرسول.

» الرحلة إلى حضن الآب في الصوم الكبير لأبونا بيشوى كامل
» الصوم الروحي المقبول
» سى دى يحوى كل ما تحتاج للصوم الكبير - الحان - عظات - مقالات